فدع اللجاج والعبث (?) جانبا، وادفع إلينا قتلة عثمان، وأعد الأمر شورى بين المسلمين، ليتفقّوا على من هو لله رضا، فلا بيعة لك فى أعناقنا، ولا طاعة لك علينا، ولا عتبى (?) لك عندنا، وليس لك ولأصحابك عندى إلا السيف، والذى لا إله إلا هو لأطلبنّ قتلة عثمان أين كانوا وحيث كانوا حتى أقتلهم، أو تلحق روحى بالله.
فأمّا ما لا تزال تمنّ به من سابقتك وجهادك، فإنى وجدت الله سبحانه يقول:
«يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» ولو نظرت فى حال نفسك لو جدتها أشد الأنفس امتنانا على الله بعملها، وإذا كان الامتنان على السائل يبطل أجر الصدقة، فالامتنان على الله يبطل أجر الجهاد، ويجعله كصفوان (?) عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ ممّا كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين».
(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 448)
(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 448)
فكتب إليه علىّ:
«أما بعد: فقد أتانى كتابك تذكر فيه اصطفاء الله محمدا صلى الله عليه وآله لدينه وتأييده إياه بمن أيّده به من أصحابه، فلقد خبّأ لنا الدهر منك عجبا، إذ طفقت تخبرنا ببلاء (?) الله عندنا، ونعمته علينا فى نبيّنا، فكنت فى ذلك كناقل التّمر إلى هجر (?)، أو داعى مسدّده إلى النّضال، وزعمت أن أفضل الناس فى الإسلام