رشيدا حميدا، قد بلّغ الشرع، ومحق الشّرك، وأخمد نار الإفك، فأحسن الله جزاءه، وضاعف عليه نعمه وآلاءه (?)، ثم إن الله سبحانه اختص محمدا عليه الصلاة والسلام بأصحاب أيّدوه ونصروه وكانوا كما قال الله سبحانه لهم: «أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ» فكان أفضلهم مرتبة، وأعلاهم عند الله والمسلمين منزلة الخليفة الأول، الذى جمع الكلمة، ولمّ الدّعوة وقاتل أهل الرّدّة، ثم الخليفة الثانى الذى فتح الفتوح، ومصّر الأمصار، وأذلّ رقاب المشركين، ثم الخليفة الثالث المظلوم الذى نشر الملّة، وطبّق (?) الآفاق بالكلمة الحنيفيّة.

فلما استوثق الإسلام وضرب بجرانه (?)، عدوت عليه، فبغيته الغوائل، ونصبت له المكايد، وضربت له بطن الأمر وظهره، ودسست عليه وأغريت به، وقعدت- حيث استنصرك- عن نصره، وسألك أن تدركه قبل أن يمزّق فما أدركته، وما يوم المسلمين منك بواحد، لقد حسدت أبا بكر والتويت عليه، ورمت إفساد أمره، وقعدت فى بيتك، واستغويت عصابة من الناس حتى تأخّروا عن بيعته، ثم كرهت خلافة عمر وحسدته، واستطلت مدته وسررت بقتله، وأظهرت الشماتة بمصابه، حتى إنك حاولت قتل ولده (?) لأنه قتل قاتل أبيه، ثم لم تكن أشدّ منك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015