لئن لم تنزع (?) عن غيّك وشقاقك، لتعرفنّهم عمّا قليل يطلبونك، لا يكلّفونك أن تطلبهم فى برّ ولا بحر، ولا جبل ولا سهل، إلا أنه طلب يسوءك وجدانه، وزور (?) لا يسرّك لقيانه.
وقد كان أبوك أبو سفيان أتانى حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال:
أنت أحقّ بمقام محمد، وأولى الناس بهذا الأمر، وأنا زعيم (?) لك بذلك على من خالف، ابسط يدك أبايعك (?)، فلم أفعل، وأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده، حتى كنت أنا الذى أبيت عليه، مخافة الفرقة بين أهل الإسلام، لقرب عهد الناس بالكفر، فأبوك كان أعرف بحقّى منك، فإن تعرف من حقّى ما كان أبوك يعرف تصب رشدك، وإلّا فنستعين الله عليك، والسلام لأهله».
(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 408، ونهج البلاغة 2: 6، والعقد الفريد 2: 234)
وكتب معاوية إلى علىّ كتابا أنفذه إليه مع أبى أمامة الباهلى، ونسخته:
«من عبد الله معاوية بن أبى سفيان إلى على بن أبى طالب:
أما بعد: فإن الله تعالى جدّه اصطفى محمدا عليه الصلاة والسلام لرسالته، واختصّه بوحيه وتأدية شريعته، فأنقذ به من العماية (?)، وهدى به من الغواية، ثم قبضه إليه