وعلى قومك أشأم من عطر منشم (?)، ومن سلّط الشهوات على نفسه، وحكّم الهوى فى ذات يده، فبقى حسيرا، فلا يلومنّ إلا نفسه، وطوبى لك يوم تقدر على قديم (?) تنتفع به، وقال بعض الشعراء:

أرى كل قوم يمنعون حريمهم ... وليس لأصحاب النبيذ حريم

أخوهم إذا مادارت الكأس بينهم ... وكلّهم رثّ الوصال سئوم

فهذا بيانى لم أقل بجهالة ... ولكننى بالفاسقين عليم

وقد كان هذا المعنى فى أصحاب النبيذ أوجد (?)، فأمّا اليوم فقد استوى الناس، قال الأضبط بن قريع لمّا انتقل فى القبائل فأساءوا جواره بعد أن تأذّى ببنى سعد.

«بكل واد بنو سعد».

خذ بقولى ودع قول أبى العاص، وخذ بقول من قال: «عشّ ولا تغترّ (?)» ويقول من قال: «لا تطلب أثرا بعد عين» وبقول من قال: «املأ حبّك (?) من أول مطرة، ودع ما يريبك إلى مالا يريبك، أخوك من صدقك، ومن أتاك من جهة عقلك، ولم يأتك من جهة شهوتك، وأخوك من احتمل ثقل نصيحتك فى حظك (?)، ولم تأمن لائمته إياك فى غدك».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015