«بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فقد بلغنى ما كان من ذكر أبى العاص لنا» وتنويهه (?) بأسمائنا، وتشنيعه علينا، وليس يمنعنا من جوابه إلا أنه إن أجابنا لم يكن جوابنا أيّاه على قوله الثانى أحقّ بالترك من جوابنا له على قوله الأول، فإن نحن جعلنا لابتدائه جوابا، وجعلنا لجوابه الثانى جوابا، خرجنا إلى التّهاتر (?)، وصرنا إلى التخابر (?)، ومن خرج إلى ذلك فقد رضى باللّجاج (?) حظّا، وبالسّخف (?) نصيبا، وليس يحترس من أسباب اللجاج إلا من عرف أسباب البلوى (?)، ومن وقاه الله سوء التكفى (?) وسخفه، وعصمه من سوء التصميم (?) ونكده، فقد اعتدلت طبائعه، وتساوت خواطره، ومن قامت أخلاطه على الاعتدال وتكافأت خواطره فى الوزن، لم يعرف من الأعمال إلا الاقتصاد، ولم يجد أفعاله أبدا إلا بين التقصير والإفراط، لأن الموزون لا يولّد إلا موزونا، كما أن المختلف لا يولّد إلا مختلفا (?)، فالمتتايع (?) لا يثنيه زجر، وليست له غاية دون التّلف، والمتكّفى ليس له مأتى ولا جهة، ولا له رقية (?) ولا فيه حيلة، وكلّ متلوّن (?) فى الأرض فمنحلّ العقد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015