ميسّر لكل ريح، فدع عنك خلطة الإمّعة (?) فإنه حارص (?) لا خير فيه، واجتنب ركوب الجموح ذى النّزوات؛ فإن غايته القتل الزّؤاف (?)، ولا (?) فى الحرون ذى التصميم، والمتلون شر من المصمّم، إذ كنت لا تعرف له حالا يقصد إليها، ولا جهة يعمل عليها، ولذلك صار العاقل يخدع العاقل ولا يخدع الأحمق؛ لأن أبواب تدبير العاقل وحيله معروفة، وطرق خواطره مسلوكة، ومذاهبه محصورة معدودة، وليس لتدبير الأحمق وحيله جهة واحدة من أخطأها كذب (?)، والخبر الصادق عن الشىء الواحد واحد، والخبر الكاذب عن الشىء الواحد لا يحصى له عدد، ولا يوقف منه على حدّ، والمصمّم قتله بالإجهاز (?)، والمتلوّن قتله بالتعذيب (?)، فإن قلنا فليس إليه (?) نقصد، وإن احتججنا فلسنا عليه نردّ، ولكنا إليك نقصد بالقول، وإليك نريد بالمشورة، وقد قالوا: «احفظ سرّك فإن سرّك من دمك» وسواء ذهاب نفسك وذهاب ما به يكون قوام نفسك (?)، قال المنجاب العنبرىّ:
«ليس بكبير ما أصلحه المال (?)» وفقد الشىء الذى به تصلح الأمور، أعظم من الأمور (?)، ولهذا قالوا فى الإبل: «لو لم يكن فيها إلا أنها رقوء (?) الدم» فالشىء