من القوة إلى حبّ الإنصاف، ورجّح فى قلبك إيثار الأناة (?)، فقد خفت- أيّدك الله- أن أكون عندك من المنسوبين إلى نزق السّفهاء، ومجانبة سبل الحكماء، وبعد، فقد قال عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت:
وإن امرأ أمسى وأصبح سالما ... من الناس إلّا ما جنى لسعيد (?)
وقال الآخر (?):
ومن دعا الناس إلى ذمّه ... ذمّوه بالحقّ وبالباطل
فإن كنت اجترأت عليك- أصلحك الله- فلم أجترئ إلّا لأن دوام تغافلك عنى شبيه بالإهمال الذى يورث الإغفال، والعفو المتتابع يؤمن من المكافأة (?)، ولذلك قال عيينة (?) بن حصن بن حذيفة لعثمان رحمه الله: «عمر كان خيرا لى منك: أرهبنى فأتقانى، وأعطانى فأغنانى» (?).
فإن كنت لا تهب عقابى- أيدك الله- لحرمة (?)، فهبه لأياديك عندى، فإن النّعمة تشفع فى النّقمة، وإلّا تفعل ذلك لذلك، فعد إلى حسن العادة، وإلّا فافعل ذلك لحسن الأحدوثة، وإلا فأت ما أنت أهله من العفو، دون ما أنا أهله من