استحقاق العقوبة، فسبحان من جعلك تعفو عن المتعمّد، وتتجافى عن عقاب المصرّ، حتى إذا صرت إلى من هفوته بكر (?)، وذنبه نسيان، ومن لا يعرف الشكر إلا لك، ولا الإنعام إلا منك (?)، هجمت عليه بالعقوبة.

واعلم- أيدك الله- أن شين غضبك علىّ كزين صفحك (?) عنى، وأن موت ذكرى مع انقطاع سببى منك، كحياة ذكرى (?) مع اتصال سببى بك، واعلم أن لك فطنة عليم، وغفلة كريم، والسلام.

(زهر الآداب 2: 108)

59 - كتاب الجاحظ إلى أحمد بن أبى دواد

وكتب الجاحظ إلى أحمد (?) بن أبى دواد يستعطفه:

«ليس عندى- أعزّك الله- سبب، ولا أقدر على شفيع، إلّا ما طبعك الله عليه من الكرم والرّحمة والتأميل الذى لا يكون إلا من نتاج حسن الظن، وإثبات الفضل بحال المأمول، وأرجو أن أكون من العتقاء الشاكرين، فتكون خير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015