وكان الغلبة لطاهر بن الحسين، وقتل الأمين وحمل رأسه إلى المأمون بخراسان (سنة 198) وكتب طاهر إلى المأمون بالفتح:
«أما بعد فالحمد لله المتعالى ذى العزّة والجلال والملك والسلطان، الذى إذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.
كان فيما قدّر الله فأحكم، ودبّر فأبرم، انتكاث المخلوع ببيعته، وانتقاضه بعهده، وارتكاسه (?) فى فتنته، وقضاؤه عليه القتل بما كسبت يداه، وما الله بظلّام للعبيد، وقد كتبت إلى أمير المؤمنين- أطال الله بقاءه- فى إحاطة جند الله بالمدينة والخلد (?)، وأخذهم بأفواهها وطرقها ومسالكها فى دجلة، نواحى أزقّة مدينة السّلام، وانتظام المسالح (?) حواليها، وحدرى السّفن والزّواريق بالعرّادات (?) والمقاتلة إلى ما واجه الخلد وباب خراسان، تحفّظا بالمخلوع، وتخوّفا من أن يروغ (?) مراغا، ويسلك مسلكا يجد به السبيل إلى إثارة فتنة، وإحياء نائرة (?)، أو يهايج قتالا، بعد أن حصره الله عزّ وجل وخذله، ومتابعة الرّسل بما يعرض عليه هرثمة ابن أعين مولى أمير المؤمنين ويسألنى من تخلية الطريق له فى الخروج إليه، واجتماعى وهرثمة بن أعين لنتناظر فى ذلك (?)، وكراهتى ما أحدث وراءه من أمره بعد