بقربه، مسرورا بمشاهدة نعمة الله عنده، فإن رأى أن يقرّنى على عملى، ويعفينى من الشخوص إليه فعل إن شاء الله، والسلام». (تاريخ الطبرى 10: 149)
ونمى الشرّ بين الأخوين واستطار شرره، وبعث الأمين جيشا كثيفا بقيادة على بن عيسى بن ماهان لحرب المأمون، وأعد المأمون للقائه جيشا بقيادة طاهر ابن الحسين، ونشب القتال بين الفريقين، ودارت الدائرة على جيش الأمين وقتل ابن ماهان (سنة 195).
وكتب طاهر (?) إلى المأمون:
«أطال الله بقاءك، وكبت (?) أعداءك، وجعل من يشنؤك (?) فداءك، كتابى إليك ورأس على بن عيسى بين يدىّ، وخاتمه فى إصبعى، وجنده مصرّف تحت أمرى، والحمد لله رب العالمين».
(تاريخ الطبرى 10: 142، 155 ومروج الذهب 2: 300 والفخرى ص 195 والمثل السائر ص 339)
وحدث بعد ذلك حروب ووقائع وشغب كثير، حتى سار طاهر ومعه هرثمة بن أعين إلى بغداد وحاصراها- وقد نزل طاهر بالجانب الغربى، وهرثمة بالجانب الشرقى- وكتب الأمين إلى طاهر بخطه:
«بسم الله الرحمن الرحيم: اعلم أنه ما قام لنا مذقمنا قائم بحقّنا، وكان جزاؤه إلا السيف، فانظر لنفسك أو دع». (مروج الذهب 2: 303)