حفظ الوصيّة (?)، ومنحك نصيحة الرّعيّة، وألهمك عدل القضيّة (?)، فإنّك مستودع الودائع، ومولى الصّنائع (?)، فاحفظ ودائعك بحسن صنائعك، فالودائع عاريّة، والصنائع مرعيّة، وما النّعم عليك وعلينا فيك بمنزور (?) نداها، ولا بمبلوغ مداها فنبّه للتفكير قلبك، واتّق الله ربّك، وأعط من نفسك من هو تحتك ما تحبّ أن يعطيك من هو فوقك، من العدل والرّأفة والأمن من المخافة. فقد أنعم الله عليك بأن فوّض أمرنا إليك، فاعرف لنا لين شكر المودّة، واغتفار مسّ الشّدة، والرّضا بما رضيت، والقناعة بما هويت، فإنّ علينا من سمك (?) الحديد وثقله أذى شديدا مع معالجة الأغلال، وقلّة رحمة العمّال، الذين تسهيلهم الغلظة، وتيسيرهم الفظاظة، وإيرادهم علينا الغموم، وتوجيههم إلينا الهموم، زيارتهم الحراسة، وبشارتهم الإياسة، فإليك بعد الله نرفع كربة الشّكوى، ونشكو شدة البلوى، فمتى تمل إلينا طرفا، وتولنا منك عطفا، تجد عندنا نصحا صريحا، وودّا صحيحا، لا يضيّع مثلك مثله،