العنابس، لم يعقب منهم أحد حاشا حرباً، فله عقب، إلا أن سفيان بن أمية ولد طليقاً والحصين ابني سفيان؛ فولد طليق: حكيم بن طليق، كان من المؤلفة قلوبهم، وامرأة، وهى أم سعد بن أبي وقاص. وولد عمرو بن أمية: يزيد، لا عقب له. وولد أبو سفيان بن أمية: أمية؛ فولد أمية: سفيان، هو الذي ذهب بنعى علي رضي الله عنه- إلى الحجاز. ولم يبق لهؤلاء عقب أصلاً.
وفر عنبسة وابناه في الجاهلية من شدة الفاقة؛ فلم يعرف لهم موضع.
حدثنا يونس بن عبد الله بن مغيث قال: حدثنا عباس بن محمد الصقلي أبو الفضل: ناثابت بن قاسم بن ثابت بن حزم السرقسطى: ناأبي: نامحمّد ابن القاسم الجمحىّ: ناالزبير، هو ابن بكار: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف: ني عبد الرحمن بن عباد بن عروة بن الزبير، عن جده، قال: قال لنا الحكم بن أبي العاصي بن أمية:
«والله لقد أقامت قريش أمرها بغير سلطان! يخنع الصغير للكبير. والله، لقد رأيتني في ناد ما فيه أصغر مني؛ فأقبل عنبسة بن أمية بن عبد شمس- وبه سمي عنبسة من ترى من بني عبد شمس- حتى وقف، فقال: أيكم يأخذ ابني هذين، فيكفلهما، وأخرج عنكم! وكان عنبسة مسيفاً، قد افتدته بنو عبد مناف ثلاث مرات. ثم أنشا عنبسد يقول:
لموت جهيز عاجل لا شوى له ... إذا ما أتى مستمسكاً بالمشارب
أحب إلي من سؤال عشيرة ... إذا سئلوا تغامزوا بالمناكب
بلوتكم عند الجمار عشية ... نبوتم وكنتم كالسّيوف القواضب
ثم هرب عنبسة، فما يدري أين صقع، ولا أين وقع! وما منعني أن آخذ ابنيه إلا أنى كنت أصغر القوم سناً، فكرهت أن أتقدم بالكلام بين أيديهم!» .
قال عروة: «ثم التفت إلى الحكم، فقال: يا عروة! إياك والتطاول على الأكفاء! فإنه يهب الذلة!» .
قال علي: هذه، والله، قاصمة الأبدان إن كان هذا الخبر حقّا! وما