1774 - أندم من الكسعى
واسْمه محَارب بن قيس اتخذ قوساً من نبعةٍ وأتى قترةً على موارد الْحمر فَمر بِهِ قطيعٌ مِنْهَا فَرمى عيرًا فأمخطه السهْم أَي جازه وَأصَاب الْجَبَل فأورى نَارا فَظن أَنه أَخطَأ وَمر بِهِ قطيعٌ آخر فَصنعَ صَنِيعه الأول فَأَنْشَأَ يَقُول
(لَا بَارك الرَّحْمَن فِي رمى القتر ... أعوذ بالخالق من سوء الْقدر)
(أأمخط السهْم لإرهاق الضَّرَر ... أم ذَاك من سوء احتيال وَنظر)
(أم لَيْسَ يغنى حذرٌ عِنْد قدر ... )
ثمَّ مر قطيعٌ آخر فَفعل فعله الأول حَتَّى رمى خمس مَرَّات كَذَلِك وَقَالَ
(أبعد خمسٍ قد حفظت عدهَا ... أحمل قوسى وَأُرِيد ردهَا)
(أخزى الْإِلَه لينها وشدها ... وَالله لَا تسلم عِنْدِي بعْدهَا)
(ولاأرحى مَا حييت رفدها ... )
ثمَّ عمد بهَا فَكَسرهَا على حجر فَلَمَّا أصبح رأى الأعيار الْخَمْسَة مصرعة حوله فندم وَقَالَ