إِذا غَابُوا أَنا صَاحبه وَالله لَئِن جمعتم بيني وَبَينه لأفضحنه فَقَالُوا لَهُ اشتم هَذِه البقلة لبقلة قدامهم تدعى التربة فَقَالَ هَذِه التربة لَا تذكى نَارا وَلَا توهل دَارا وَلَا تسر جاراً عودهَا ضئيل وفرعها ذليل وَخَيرهَا قَلِيل أقبح الْبُقُول مرعىً واقصرها فرعا وأشدها قلعاً بَلَدهَا شاسع وآكلها جائعٌ والمقيم عَلَيْهَا قانعٌ يعْنى سَائل فَلَمَّا أَصْبحُوا غدوا بِهِ مَعَهم فوجدوا الرّبيع يَأْكُل مَعَ النُّعْمَان فَذكر الجعفريون حَاجتهم فَاعْترضَ فِيهَا الرّبيع فَقَالَ لبيدٌ
(أكل يومٍ هامتى مقرعه ... يَا رب هيجا هِيَ خيرٌ من دَعه)
(نَحن بَنو أم الْبَنِينَ الأربعه ... سيوف جنٍ وجفانٌ مترعه)
(وَنحن خير عَامر بن صعصعه ... الضاربون الْهَام تَحت الخيضعه)
(والمطعمون الْجَفْنَة المدعدعه ... مهلا أَبيت اللَّعْن لَا تَأْكُل مَعَه
(إِن استه من برصٍ ملمعه ... وَإنَّهُ يولج فِيهَا إصبعه)
(يولجها حَتَّى يوارى أشجعه ... كَأَنَّمَا يلمس شَيْئا ضيعه)
فَقَالَ النُّعْمَان كَذَلِك أَنْت يَا ربيع ثمَّ قَالَ أفٍ لهَذَا طَعَاما وَأمر بِالربيعِ فصرف إِلَى أَهله فَكتب إِلَى النُّعْمَان
(لَئِن رحلت جمالى إِن لي سَعَة ... مَا مثلهَا سعةٌ عرضا وَلَا طولا)
(بِحَيْثُ لَو وزنت لخمٌ بأجمعها ... لم يعدلُوا ريشة من ريش سمويلا)