فَقَالَ ثَمَرَات تتبعها عبرات من نسَاء خفرات وَمضى فَدخل غاراً وَجَاء الْقَوْم يقصون أَثَره حَتَّى أَتَوا الْغَار فَقَالُوا أخرج إِلَيْنَا قَالَ فَلم دَخلته إِذن فَقَالُوا لغلامٍ لَهُم ادخل فاقتله وَأَنت حرٌ فَقَالَ عَمْرو للغلام وَيحك وَمَا ينفعك أَن تعْتق بعد أَن تَمُوت فَدخل فَقتله عمروٍ وَقَالَ معي أَرْبَعَة أسْهم كأنياب أم جليحة هِيَ لأربعة مِنْكُم فَقتل أَرْبَعَة مِنْهُم ثمَّ نقبوا عَلَيْهِ من وَرَاء الْغَار فَقَتَلُوهُ وَأتوا بثيابه أم جليحة فَوَقَعت عَلَيْهَا تصرخ وَتقول عطرٌ وريح عمروٍ ثمَّ قَالَت وَالله لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لما وجدْتُم عانته وافيةً وَلَا حجزته جافيةً ولرب ضبٍ مِنْكُم قد أحترشه وثدي قد افترشته وَمَال قد إفترشته وأنشأت تَقول
(كل إمرئ بطوال الْعَيْش مَكْذُوب ... وكل من غَالب الْأَيَّام مغلوب)
(وكل حىٍ وَأَن طَالَتْ سلامتهم ... يَوْمًا طريقهم للشر دعبوب)
(أبلغ هذيلاً وأبلغ من يبلغهَا ... عَنى رَسُولا وَبَعض القَوْل تَكْذِيب)
(بِأَن ذَا الْكَلْب عمرا خَيرهمْ نسبا ... بِبَطن بطْنَان يعوى حوله الذيب)
(التارك الْقرن تَحت النَّقْع منجدلاً ... كَأَنَّهُ من دم الأجواف مخضوب)
(والطاعن الطعنة النجلاء يتبعهَا ... مثعنجرٌ من نجيع الْجوف أسكوب)
(والمخرج الكاعب الْحَسْنَاء مذعنةً ... فِي السبى ينفح من أردانها الطّيب)
(تمشى النسور إِلَيْهِ وَهِي لاهية ... مَشى العذارى عَلَيْهِنَّ الجلالبيب)
(فَلَنْ تروا مثل عمروٍ مَا مشت قدمٌ ... وَمَا إستحنت إِلَى أعطانها النيب)