مَا أفضحه وَمَا أشجعه أَرَادَ الدُّعَاء عَلَيْهِ فَدَعَا على الْفِعْل وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة عيل مَا عاله مَعْنَاهُ أهلك هَلَاكه
1179 - قَوْلهم عرفتنى نسأها الله
يضْرب مثلا للرجل يرَاهُ الرجل وَهُوَ يكره رُؤْيَته إِيَّاه ونسأها الله أَخّرهَا وأبعدها قَالَ ابْن زغبة
(إِذا انتسأوا فَوت الرماح أَتَتْهُم ... عوائر نبلٍ كالجراد تطيرها)
مَعْنَاهُ إِذا تباعدوا وَيُقَال قعد منتسئا أَي متباعد وَقَوله نسأها الله دُعَاء عَلَيْهَا وَلَيْسَ كَقَوْلِهِم نسأ الله فِي أَجلك وأنسأ الله أَجلك
وَزَعَمُوا أَن الْمثل لبيهسٍ وَكَانَ يلقب نعَامَة لطول رجلَيْهِ فرأته امْرَأَة لَيْلًا فِي مَوضِع لم يشته بيهس أَن يعرف فِيهِ فَقَالَت نعَامَة فَقَالَ بيهسٌ عرفتنى نسأها الله وَقيل إِن أَصله أَن رجلا فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَت لَهُ فرسٌ تعجبه وَقد ألفته وألفها فَبَعثه قومه طَلِيعَة فَمر بروضةٍ أَعْجَبته فَنزل وخلع لجامها وخلى عَنْهَا ترعى فطلع عَلَيْهِ الْعَدو فَأَخَذُوهُ وطلبوا الْفرس فسبقتهم وَلم يقدروا عَلَيْهَا فتعجبوا من جودتها فَقَالُوا لَهُ ادعها حَتَّى نأخذها وَأَنت آمن فَدَعَاهَا فَجَاءَت فَقَالَ عرفتنى نسأها الله وَإِذا كَانَ أصل الْمثل هَذَا فَهُوَ دُعَاء لَهَا أَي أخر الله أجلهَا