وَلما رَأَيْت الْحَاجة إِلَيْهَا هَذِه الْحَاجة عزمت على تقريب سبلها وتلخيص مشكلها وَذكر أُصُولهَا وأخبارها ليفهمها الغبي فضلا عَن اللقين الذكي فَعمِلت كتابي هَذَا مُشْتَمِلًا مِنْهَا على مَا لم يشْتَمل عَلَيْهِ كتاب أعرفهُ وضمنته إِيَّاهَا ملخصةً لَا يشينها الاهذار وَلَا يزري بهَا الْإِكْثَار وَلَا يعيبها التَّقْصِير والإفلال منظومةً على نسق حُرُوف المعجم ليدنو مجتناها ويسهل مبتغاها
وميزت مَا أورد حَمْزَة الاصبهاني من الْأَمْثَال المضروبة فِي التناهي وَالْمُبَالغَة وَهِي الْأَمْثَال على أفعل من كَذَا فأوردت مِنْهَا مَا كَانَ عَرَبيا صَحِيحا ونفيت المولد السقيم ليتبرأ كتابي من الْعَيْب الَّذِي لزم كتاب حَمْزَة فِي اشتماله على كل غث من أَمْثَال المولدين وحشوة الحضريين فَصَارَت الْعلمَاء تلغيه وتسقطه وتنفيه
وَيجْرِي فِي خلال مَا فسرت مِنْهَا وَمن غَيرهَا حكايات وأشعار تصلح أَن تكون أَمْثَالًا وكتبت بإزائها من الْحَاشِيَة ميماً لتتميز مِمَّا يجاورها فتؤخذ وتستعمل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تصلح لَهَا
وَمَا توفيقنا إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ نتوكل وَبِه نستعين وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل