(باتت تشجعني سلمى وَقد علمت ... أَن الشجَاعَة مقرون بهَا العطب)
994 - قَوْلهم شَتَّى تؤوب الحلبة
مَعْنَاهُ أَن الْقَوْم يَجْتَمعُونَ ثمَّ يصير أَمرهم إِلَى تفرق كَمَا قَالَ جرير
(لن يلبث القرناء أَن يتفرقوا ... ليل يكر عَلَيْهِم ونهار)
وَأَصله أَن الرعاء يوردون إبلهم الشَّرِيعَة مُجْتَمعين ويصدرونها مُتَفَرّقين فيحلب كل امرىء مِنْهُم على حياله
وَيضْرب مثلا لاخْتِلَاف النَّاس أَخْلَاقًا وشيماً كَمَا قَالَ الشَّاعِر
(شيم تقسم فِي الرِّجَال وَإِنَّمَا ... شيم الرِّجَال كَهَيئَةِ الألوان)
أَي اخْتلَافهمْ فِي الشيم على حسب اخْتلَافهمْ فِي الألوان
وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول على حسب صورهم لِأَن صورهم أَشد اخْتِلَافا من ألوانهم
لِأَنَّك ترى خلقا كثيرا لَهُم لون وَاحِد وَلَا ترى اثْنَيْنِ على صُورَة وَاحِدَة
995 - قَوْلهم شنشنة أعرفهَا من أخزم
يضْرب مثلا للرجل يشبه أَبَاهُ
والمثل لجد حَاتِم بن عبد الله بن الحشرج ابْن الأخزم وَكَانَ أخزم من أكْرم النَّاس وأجودهم فَلَمَّا نَشأ حَاتِم