فَإِذا أثر يَد عسراء عِنْد الطنب فَعرف أَنه زَوجهَا فَقَالَ (ثكلت الأعسر أمه لَو علم لطال غمه) فأرسلها مثلا فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك قَالَت انْزِلْ نُطْعِمك ونسقك قَالَ (منعت وَاحِدًا وجدت بِاثْنَيْنِ الْبَين الْبَين والعيش بالهين خير من الْأكل باليدين) فأرسلها مثلا
فَقَالَت انْزِلْ فعندنا مَا تحب قَالَ الْمبيت على الطوى وطي الحشا حَتَّى أُصِيب المثوى أحب إِلَيّ من أَخذ مَا لَا أَهْوى
ثمَّ مضى فَتلقى زَوجهَا فِي طرف الْأَصِيل وَهُوَ يطرد إبِله وَيَقُول
(سيري إِلَى الْحَيّ ففيهم نَفسِي ... فعيشتي يَوْم أَزور عرسي)
(حسانة المقلة ذَات أنس ... لن أشري الْيَوْم لَهَا بالْأَمْس)
فَقَالَ لَهُ لُقْمَان ياهانىء قَالَ لبيْك وَمَا أعلمك اسْمِي وَأَنا أعرف بكنيتي فَقَالَ علمنيه البجاد ذُو الحلكة وَالزَّوْجَة الْمُشْتَركَة قَالَ نور نور وَلَا تبعثر قَالَ البعثرة تخرج الخبأة وَعلي التَّنْوِير وَعَلَيْك التَّغْيِير فرويداً إبلك لست لمن لَيْسَ لَك قَالَ مَا أَدْرَاك أَن الْإِبِل إبلي والأهل أَهلِي قَالَ رَأَيْت عفاء هَذِه الْإِبِل على الْبَاب وسقب هَذَا الناب وَأثر يدك فِي الْأَطْنَاب قَالَ نشدتك هَل رَأَيْت من رِيبَة قَالَ الرِّيبَة الْقَرِيبَة قَالَ هَل لامرأتك من أَخ لَا يشبهها قَالَ لَا والكعبة قَالَ احترس وَاضْرِبْ وأقم وَلَا تغب قَالَ (لَا بُد من غَفلَة والغفلة مَعهَا الهفوة ويسير الشَّرّ شوىً مَعَ كَثِيره) فأرسلها مثلا قَالَ أَفلا أبدؤها بكية تزيرها الْمنية قَالَ (اللحي أيسر من الوهى وَآخر الدَّوَاء الكي)