فَإِذا هُوَ بِقوم مَعَهم أوعية فَقَالَ مَا خطبكم قَالُوا غزونا جَارك قَالَ وَأي جيراني قَالُوا الْجَرَاد وَقد بفنائك فَقَالَ أما وسميتموه لي جاراً فَلَا سَبِيل إِلَيْهِ وَركب فرسه وَأخذ رمحه وَقَالَ لَا يتَعَرَّض لَهُ احدا إِلَّا قتلته فَمَا زَالَ يحميه حَتَّى حميت الشَّمْس عَلَيْهِ فطار
687 - وأحمى من مجير الظعن
وَهُوَ ربيعَة بن مكدم وَمن حَدِيثه فِيمَا روى بعض الْعلمَاء ان نُبَيْشَة ابْن حبيب السّلمِيّ خرج غازياً فلقي ظعناً من كنَانَة بالكديد وارادها فمانعه ربتعة فِي فوارس فَشد عَلَيْهِ نُبَيْشَة فطعنه فِي عضده فَأتى أمه فَقَالَ
(شدي عَليّ العصب ام سيار ... فقد زرئت فَارِسًا كالدينار)
فَقَالَت لَهُ أمه
(إِنَّا بني ربيعَة بن مَالك ... مزرأ أخيارنا كَذَلِك)
(من بَين مقتول وَبَين هَالك ... )
ثمَّ عصبته فاستسقاها فَقَالَت اذْهَبْ فقاتل فَإِن المَاء لَا يفوتك فكر على الْقَوْم فكشفهم وَرجع إِلَى الظعن وَقَالَ إِنِّي سأحميكن ووقف بفرسه على الْعقبَة مُتكئا على رمحه فَمَاتَ وَمر الظعن فَلَمَّا رَآهُ نُبَيْشَة لَا يَزُول رموا فرسه فقمص وخر لوجهه فطلبوا الظعن فَلم يلحقوهن فَمر بِهِ حَفْص ابْن أحنف الكتاني فواراه وَقَالَ