البالغات وعَلى آله الطاهرين وعترته المنتجبين وَأَصْحَابه المختارين وَيسلم تَسْلِيمًا
ثمَّ إِنِّي مَا رَأَيْت حَاجَة الشريف إِلَى شَيْء من أدب اللِّسَان بعد سَلَامَته من اللّحن كحاجته إِلَى الشَّاهِد والمثل والشذرة والكلمة السائرة فَإِن ذَلِك يزِيد الْمنطق تفخيما ويكسبه قبولاً وَيجْعَل لَهُ قدرا فِي النُّفُوس وحلاوةً فِي الصُّدُور وَيَدْعُو الْقُلُوب إِلَى وعيه ويبعثها على حفظه ويأخذها باستعداده لأوقات المذاكرة والاستظهار بِهِ أَوَان المجاولة فِي ميادين المجادلة والمصاولة فِي حلبات المقاولة وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْكَلَام كالتفصيل فِي العقد والتنوير فِي الرَّوْض والتسهيم فِي الْبرد فَيَنْبَغِي أَن يستكثر من أَنْوَاعه لَان الإقلال مِنْهَا كاسمه إقلال وَالتَّقْصِير فِي التماسه قُصُور وَمَا كَانَ مِنْهُ مثلا سائراً فمعرفته ألزم لَان منفعَته أَعم وَالْجهل بِهِ أقبح
وَلما عرفت الْعَرَب أَن الْأَمْثَال تتصرف فِي أَكثر وُجُوه الْكَلَام وَتدْخل فِي جلّ أساليب القَوْل أخرجوها فِي أقواها من الْأَلْفَاظ ليخف اسْتِعْمَالهَا ويسهل تداولها فَهِيَ من أجل الْكَلَام وأنبله وأشرفه وأفضله لقلَّة