وَلَكِن لما رأتها الْعَرَب تفوت الطَّالِب وَلَا يقدر على لحقاها الْمُجْتَهد نسبوا ذَلِك إِلَى صِحَة أجسامها فَقَالُوا لاداء بهَا وَيَقُولُونَ (مابه قلبة) أَي مَا بِهِ دَاء وَأَصله فِي الدَّابَّة يكون فِي بَاطِن حافرها دَاء فيقلبه البيطار وَينظر إِلَيْهِ ويداويه
قَالَ الراجز
(وَلم يقلب أرْضهَا البيطار ... وَلَا لحبليه بهَا حبار)
والحبار الْأَثر وَمِنْه سمي الحبر حبرًا لتأثيره فِي الْكتب
وَأَرْض الدَّابَّة قَوَائِمهَا وَهِي هَاهُنَا حافرها قَالَ الشَّاعِر
(وأحمر كالديباج أما سماؤه ... فرياً وَأما أرضه فمحول) سماؤه أَعْلَاهُ وأرضه أَسْفَله
264 - قَوْلهم بنت الْجَبَل
يضْرب مثلا للرجل يتَكَلَّم مَعَ كل مُتَكَلم ويجيب كل قَائِل
وَأَصله الصدى الَّذِي يُجيب الْمُتَكَلّم فِي الْجبَال وَمَا يجْرِي مجْراهَا وَأما من يتبع كلا على رَأْيه فَهُوَ إمعة وَقد تقدم ذكره
وَقلت فِي رجل تمْتَام كثير الْكَلَام
(اسْكُتْ لحاك الله من أخرس ... لَا يفهم النَّاس وَلَا يسكت)
(يجْرِي مَعَ النطاق مثل الصدى ... لَا يحسن القَوْل وَلَا يصمت)