الْعَرَب أَخذ نغراً فشق بَطْنه ثمَّ أخرج مصيره فَجعل يطويه فَقيل لَهُ مَا تصنع فَقَالَ (إِنِّي لن أضيره إِنَّمَا أطوي مصيره) والمصير المعى
204 - قَوْلهم إِن من ابْتِغَاء الْخَيْر اتقاء الشَّرّ
الْمثل لِابْنِ شهَاب جَاءَهُ شَاعِر فمدحه فَأمر بإعطائه وَقَالَ (إِن من ابْتِغَاء الْخَيْر اتقاء الشَّرّ) وَمَعْنَاهُ ان لِسَان الشَّاعِر مِمَّا ينقى
فَيَنْبَغِي أَن يفتدى شَره بِمَا يعْطى وَقَالَ حَكِيم إِعْطَاء الشَّاعِر من بر الْوَالِدين وَقَالَ الفرزدق
(وَمَا حملت ام امرىء فِي ضلوعها ... أعق من الْجَانِي عَلَيْهَا هجائيا)
وَقَالَ حَاتِم لِابْنِهِ إِذا رَأَيْت الشَّرّ يتركك فَاتْرُكْهُ
وَقَالَ هدبة العذري
(وَلَا أَتَمَنَّى الشَّرّ وَالشَّر تاركي ... وَلَكِن مَتى أحمل على الشَّرّ أركب)
أخبرنَا أَبُو أَحْمد قَالَ أخبرنَا الصولي قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة عَن مُحَمَّد بن بكار عَن مُحَمَّد بن الْحسن بن الْهِلَالِي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ماوقى الرجل بِهِ عرضه كتب لَهُ بِهِ صَدَقَة وَمَا أنْفق الْمُؤمن نَفَقَة فعلى الله خلفهَا إِلَّا مَا كَانَ من نَفَقَة فِي بُنيان أَو مَعْصِيّة لله تَعَالَى) قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن الْهِلَالِي قلت لِابْنِ الْمُنْكَدر مَا معنى (وقى الرجل بِهِ عرضه) قَالَ أَن يُعْطي الشَّاعِر ذَا اللِّسَان