بسم الله الرحمن الرحيم, يارب لك الحمد لك كما ينبغي لجلال وجهك, وعظيم سلطانك, اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركتك على سيد المرسلين, وإمام المتقين, وخاتم النبيين, محمد عبدك ورسولك, إمام الخير, وقائد الخير, ورسول الرحمة, اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبط به الأولون والآخرون, اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد، أما بعد: فهذا (جمع الفوائد من جامع الاصول ومجمع الزوائد) , الأول للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري الموصلي, رحمه الله, جمع فيه ما في تجريد رزين بن معاوية للأصول الستة, بإبدال ابن ماجة (بالموطأ) , وما نقصه رزين منها, وعزى كل حديث إلى مخرجه, سوى ما زاده, أعني ما في (تجريد) رزين, ولم يجده ابن الأثير في الأصول الستة, فإنه بيض له مكانا, حتى إذا عثر على مخرجه عزاه إليه فيه, ورتبه على ترتيب بديع, لكن لغموض دقة وضعه, واتساع حجمه في جمعه, قل أن ينتفع به إلا ذو فكرة ذكية وحافظة واعية, وأما الثاني فللحافظ نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي رحمه الله, جمع فيه ما في مسند الإمام أحمد وأبي يعلى الموصلى, وأبي بكر البزار, ومعاجم الطبراني الثلاثة من الاحاديث الزائدة على ما في الأصول الستة, بجعل ابن ماجة هاهنا دون الموطأ, وعقب كل حديث بالكلام على رواته تعديلا وتجريحا, فجاء حجمه في ستة مجلدات, يتناهز (بجامع الأصول) , فتجشمت هذا المجمع منهما, لضيق وسعي عن الإحاطة بكل ما فيهما, فاقتضى الجمع أن أضيف إليهما سنن ابن ماجة, لكن لكون (جامع الأصول) أخرجه ممن الستة, فلم يذكر ما فيه, وكون