10131 - أبو هريرة: أنَّ الناسَ قالوا: يا رسولَ الله: هل نرى ربنا يوم القيامةِ؟ قال: «هل تمارونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونهُ سحابٌ؟» قالوا: لا، يا رسولَ الله! قال: «هل تمارون في الشمس ليس دونها سحابٌ؟» قالوا: لا، قال: «فإنَّكم ترونه كذلك، يحشرُ الناسُ يوم القيامةِ، فيقولُ: من كان يعبدُ شيئًا فليتبع، فمنهم من يتبعُ الشمسَ، ومنهم من يتبعُ القمر، ومنعم من يتبعِ الطواغيت، وتبقى هذه الأمةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقولُ: أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاءَ ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقولُ: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا فيدعُوهُم، ويضربُ الصِّراط بين ظهراني جهنَّمَ فأكوُن أولُ من يجوزُ من الرُّسل بأمَّتهِ، ولا يتكلمُ يومئذٍ أحدٌ إلا الرُّسلَ، وكلامُ الرسلِ يومئذٍ: اللهمَّ سلِّم سلِّم، وفي جهَّنم كلاليبٌ مثلٌ شوك السُّعدانِ، هل رأيتمُ شوك السُّعدانِ؟

قالوا: نعم، قال: فإنَّها مثلُ شوك السُّعدانِ، غير أنَّه لا يعلمُ قدر عظمها إلا الله، تخطفُ الناسُ بأعمالهم، فمنهم من يوبقُ بعملهِ، ومنهم من يخردلُ ثمُّ ينجُو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهلِ النَّارِ، أمر الملائكةَ أن يخرجُوا من كان يعبدُ الله، فيخرجونهم بآثارِ السجودِ، وحرَّم الله على النَّار أن تأكل أثر السجودِ، فيخرجونَ وقد امتحشُوا، فيصبُّ عليهم ماءَ الحياةِ فينبتونَ كما تُنبتُ الحبةُ في حميل السيلِ، ثمَّ! يفرغُ الله من القضاء بين العبادِ، ويبقى رجلٌ بين الجنَّة والنَّارِ، وهو آخرُ أهلِ النَّارِ دخولاً الجنَّةَ، مقبلٌ بوجههِ قبلَ النَّارِ، فيقولُ: يا ربِّ! اصرف وجهي عن النَّارِ، قد قشَّبني ريُحها وأحرقني ذكاها، فيقولُ: هل عسيتُ أن أفعل ذلك أن تسأل غير ذلك؟ فيقولُ: لا وعزَّتك، فيُعطى الله ما شاءَ من عهدٍ وميثاقٍ، فيصرفُ الله وجهه عن النَّارِ، فإذا أقبل به على الجنَّةِ رأى بهجتها، سكتَ ما شاء الله أن يسكتَ، ثمُّ قال: يا ربِّ! قدمني عند باب الجنَّةِ، فيقولُ الله لهُ: أليس قد أعطيتُ العهود والميثاقَ أن لا تسألَ غير الَّذي كنتَ سألتَ؟ فيقولُ: يا ربِّ! لا أكونُ أشقى خلقكَ؟ فيقولُ: فما عسيتَ إن أعُطيت ذلك أن تسأل غيرهُ؟ فيقولُ: لا وعزَّتكَ لا أسألُك غير هذا، فيعطى ربَّهُ ما شاءَ من عهدٍ وميثاقٍ فيقدمهُ إلى بابِ الجنةِ، فإذا بلغَ بابها فرأى زهرتها وما فيها من

-[239]- النضرةِ والسرورِ، فيسكتُ ما شاءَ الله أن يسكتَ، فيقولُ: يا ربِّ! أدخلني الجنةَ، فيقولُ الله: ويحكَ يا ابنَ آدمَ! ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أنْ لا تسأل غير الذي أعطيتَ فيقولُ: يا ربِّ! لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحكُ الله تعالى منهُ، ثم يأذنُ له في دخولِ الجنةِ، فيقولُ: تمنّ، فيتمنّى، حتى إذا انقطع أمنيتهُ قال الله تعالى: تمنّ من كذا وكذا يذكرهُ ربهُ، حتى إذا انتهت به الأمانيُّ قال الله تعالى: لك ذلك

ومثلهُ معهُ، قال أبو سعيد لأبي هريرة: إنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: قال الله تعالى: لك ذلك وعشرةُ أمثالهِ، قال أبو هريرةَ: لم أحفظ منهُ - صلى الله عليه وسلم - إلا قولهُ: لك ذلك ومثلهُ معهُ، قال أبو سعيد: إني سمعتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: لك ذلكَ وعشرةُ أمثالهِ، قال أبو هريرةَ وذلك الرجلُ آخرُ أهلٍ الجنةِ دخولاً الجنة». للشيخين والترمذي. (?)

تم الكتابُ بحمدِ الله الملكِ الوهابِ

والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ محمدٍ سيد من أُوتي الحكمةَ

وفصل الخطابِ وعلى آلهِ وأصحابهِ خير آلٍ وأصحابٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015