قال: فالظاهر أن الآية محكمة، نزلت في أمور الدنيا (?) اه.
وأقول مستعينا بالله عزّ وجلّ: إن الآية محكمة على كل حال (?).
قول مكّي: إن نسخها إنما يجوز على قول من قال: (ما يفعل بي ولا بكم) في الآخرة دون الدنيا لأن الله قد أعلمه أنه مغفور له في الآخرة (?) فليس بمنسوخة، وإن كان الله عزّ وجلّ قد أعلمه بذلك، لأن المعنى: إني لا أعلم من الأمور شيئا إلّا ما أعلمني به الله عزّ وجلّ يدلّ (?) على ذلك قوله عزّ وجلّ: إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ (?) وليس لي من علم الغيب شيء، لأنهم كانوا يسألونه عن المغيبات، فأمر بأن يقول ما أنا ببدع من الرسل، خارج عما كانوا عليه، إذ كانوا (إنّما) (?) يفوهون بما يوحى إليهم، ولا يخبرون بغير ذلك، قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ، فإعلامه بعد ذلك بما يكون منه في الآخرة، لا يكون ناسخا لهذا.
وأما قول هبة الله: فقال المشركون، وقال المؤمنون: فما يكون منا؟ فأنزل الله عزّ وجلّ كذا وكذا، إلى آخر ما ذكره (فكلامهم) (?) غير مستقيم.
أما ما ذكره عن المؤمنين وما أنزل فيهم (على) (?) قوله عزّ وجلّ: وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ