عن المصدر، لأن المصدر يوصف به فهو كالحارث وأيضا فإنّهم إذا قالوا: الفضل لحظوا فيها معنى الزيادة، كما لحظوا المعنى المقدم ذكره في الصفة (?).
والقرآن معناه: الجمع من قولهم: قرأت الشيء أي جمعته، يدلّ على ذلك قوله عزّ وجلّ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: 18].
أي فإذا جمعناه فاتبع جمعه (?)، فإن قيل: فكيف يصح على ما ذكرت من أن معناه الجمع أن يقال: ان علينا جمعه وجمعه، وقد قال الله عزّ وجلّ: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة: 17].
قلت: قال أبو علي (?): الجمع أعم والقرآن أخص فحسن التكرير لذلك، كما يجوز أعلمت زيدا وأنذرته.
لأن الإنذار أخصّ، لأنّ كل منذر معلم، وليس كل معلم منذرا، كذلك قرأت (?) وجمعت، وقرأت (?) أخصّ من جمعت، وإذا جاز استعمال المعنى الواحد بلفظين مختلفين نحو: