الجبال أي أنه لو سيرت به الجبال، أو قطعت به الأرض أو كُلِّم به
الموتى لما صدهم ذلك عن كفرهم، وعلى هذا التأويل يكون الوقف
أيضاً على (الموتى) .
وقد تكون (لو) بمعنى (ليت) كقوله عز وجل: (لَوْ أنَّ لَنَا كَرَّةً)
ولذلك كان الجواب (فنتبرأ) .
كما يكون ذلك في جواب التمني، ومثله قوله عز وجل:
(فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
لأن (لو) و (ليت) يتلاقى معناهما في التقدير.
وأمَّا (لولا) فتكون مفيدة امتناع شيء لوجود شيء
وكقوله عز وجل: (لَوْلَا أنْتُمْ لَكُنا مُؤْمِنِينَ)
ومن ذلك قوله عز وجل: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) .
فلا يوقف دون جوابها.
وقد يكون الجواب محذوفاً كقوله عزَّ وجلَّ: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) .
هذا هو الوقف، وجواب لولا محذوف، وتقديره: لفضحكم، أو لأنزل بكم العقوبة.
فأما قوله عز وجلّ: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) ، فلولا فيه بمعنى التحضيض مثل فهلَّا.
وكذلك (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ)