قالوا في قوله تعالى: (أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) .
إنها
بهذا المعنى: أي أزاغت عنهم الأبصار، وأجاز أن تكون المعادلة
لهمزة الاستفهام في قوله: (أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا)
على القراءة بقطع الألف، وعلىِ القراءة بوصلها أجازوا أن تكون مردودة على قوله سبحانه: (مَا لَنَا لا نرَى)
وأم في هذه المواضع كلها هي المنقطعة عند البصريين؛ لأنهم يقولون في
"أم" المنقطعة -: إن فيها معنى "بل "، والألف، كأنه قيل: بل أيقولون افتراه، وكان الهروي رحمه الله، في علم العربية متسعا، وعلى غرائبها مطلعاً.
وكذلك قوله عز وجل: (أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) .
(أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ) (أمْ لَهُم شرَكَاءُ)
كل ذلك منقطع يجوز الابتداء به.
* * *
القول في لو، ولولا.
(لو) نقيضه (إنْ) لأن (إن) توجب الثاني من أجل الأول.
و (لو) تمنع الثاني لامتناع الأول، ولا يجوز الوقف دون جوابها.
وقد يكون الجواب محذوفاً كقوله عز وجل (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) .
فالوقف ها هنا كافٍ، ويبتدأ بقوله عز وجل: (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) .
وتقدير الجواب: لكان هذا القرآن، وعلى هذا جماعة من المفسرين
وقد قيل: إن المعنى: وهم يكفرون بالرحمن، ولو أن قرآناً سيرت به