فإذا وقفت قلت: أيشْ، فاسكنت، ومن قال: برجلي، فأبدل من التنوين
الياء قال: أيشي. وقالوا: "رأيت رجلًا ذا مال " لاتصال المضاف إليه
به، وكذلك فازيدٍ.
فإن قلت: هلّا استدللت بجواز الإمالة في نحو: راء، وباء على أن الألف منقلبة عن ياء، كما استدللت بذلك في ألف (ذا) ؟
قيل: لا يجوز ذلك؛ لأن هذه أسماء للأصوات، والأصوات لا
تشتق كما لا تشتق الحروف.
فأمَّا ذا فمن الأسماء المظهرة.
ألا ترى أنه قد وصف، ووصف به، وحقّر في قولهم: مررت بذا الرجل، ويريد وذيا، فصار بمنزلة سائر الأسماء الظاهرة، وجاز الاستدلال على ألفه
كغيره من الأسماء.
وقال في إمالة "يس" ومما يحسن ذلك أنهم قالوا: "يا زيد"
في النداء، فأمالوا الياء، وإن كان حرفاً على حرفين، والحروف التي
على حرفين لا تمال، فإذا كانوا قد أمالوا ما لا يمال من الحروف لأجل
الياء، فأَن يميلوا الاسم الذي هو ياء من يسن أجدر.
ألا ترى أنها أسماء لما يلفظ به.
وقد تفرد أبو عبد الرحمن قتيبة بن مِهران عن الكسائيّ بإمالة
أشياء لم يوافقه عليها غيره، وكذلك تفرد نصير عنه بأمرين:
أحدهما: أنّه أمال أشياء لم يوافقه على إمالتها غيره.