والثاني: أن إمالته عنه بين بين إلا أن أبا عمرو قد قال: إن
إمالة الكسائي دون إمالة حمزة.
فمما تفرد به قتيبة إمالة اسم الله عز وجل إذا دخل عليه لام الجر خاصة نحو: (لله) . فإن دخل عليه غيرها لم يمل، قال أبو عمرو الداني، رحمه الله: وذلك من أجل ما قد اكتنف من كسرة اللام من أوِله، وكسرة الهاء في آخره، وإن أصل ألفه الياء إذ أصله لاه.
وكان لَيَهاً، فلما تحركت الياء، وانفتح ما قبلها، قلبت
ألفاً، وهو أحد قولي سيبويه في اسم الله عز وجل، قال: فأماله لذلك
ليكون العلاج بالصوت فيه من جهة واحدة، فيخص النطق، ويحسن.
قال: وإنما خصه بالإمالة مع اللام دون غيرها من حروف الجر للمعنى
الذي فضلتها فيه معه، وهو اختلاطها به في الخط دون حائل، ومماثلتها
للام التي هي فاؤها المدغمة فيها في الخط والنطق، قال: فمن أجل
هذه المناسبة التي بين اللام، وبينه دون سائر حروف الجر، كما ذكرته.
خصه بالإمالة معها دونها.
والذي ذكره أبو عمرو، رحمه الله، في اللام يبطل بالباء، فإن الاسم معها قد اكتنفه كسرتان، وقد اختلط الباء به خطاً دون حائل إلَّا أن اللام باشرت الاسم، والباء باشرت الألف.
وهي زائدة على أن الاختلاط خطاً ليس الموجب للإمالة، وأما
مماثلتها " اللام في اللفظ فليس ذلك مما يوجب الإمالة، لأنَّ الموجب
للإمالة إنما هو الكسرة لا اللام، وأجود من هذا أن يقال: إنما خص
الإمالة باللام لأن دخولها عليه أكثر من دخول الباء، وأمال (إنا لله)
أعني فتحة النون من (نا) إتباعاً لإمالة اسم الله، ولكسرة الهمزة قبلها،