بذوات الياء، فقد أميل جملة مما هو من ذوات الواو.

قال أبو عمرو: والثاني: موافقة رسم الإمام الذي ألزم أهل

الإسلام اتباعه بإجماع من الصحابة الذين هم الحجة.

وذلك أن عامة الحروف المختلف فيها مرسومة فيه بالياء، والإمالة منها.

قلت: إنما قرأ القراء بما نقلوه، ولم يعتمدوا على الخط، وإن

كانوا مجمعين على القراءة بما في المصحف لا بما يخالفه.

فأمَّا الكتابة فما اعتمدوا في القراءة عليها دون النقل؛ ألا ترى أنهم لم يتبعوا

في القراءة رسم الحياة، والزكاة، والصلاة، ورسم "لا أوضعوا".

و"لا إلى الجحيم "، و"لا أذبحنّه "، وإذا كان الأمر على هذا لم يلزم

من قرأ بالتفخيم معتمداً على النقل ما ذكره أبو عمرو.

وقال أبو عمرو: والثالث أن المعنى لا يتغير بذلك، بل هو باق

على توفره مع زيادة الأمرين اللذين ذكرناهما.

قلت: وهذا الذي ذكره أبو عمرو، رحمه الله، لا يقتضي اختيار الإمالة المتوسطة، على الإمالة المحضة، ولا على التفخيم.

أما الإمالة المحضة فلا يتغير فيها أيضاً المعنى، كما لا يتغئر في المتوسطة.

وأمَّا التفخيم فكيف يلزم من نقله عن أئمته أن يتركه إلى الإمالة المتوسطة؛ لأنه لا يغير المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015