حدثني محمد بن عبد العزيز القرشي قاضي المدينة، حدثنا أبو الزناد

عن خارجة بن زيد بن ثابت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نزل القرآن بالتفخيم".

قال أبو عمرو: قال أبو عبيد: ولو نظر في مثل هذا، يعني فيما

أميل، لانقلاب ألفه من ياء إلى الأصل للزم من رد الياء إلى الياء أنْ تردَّ

الواو إلى الواو، وهم إنما يرجعون الواو إلى الألف، فيقولون: عفا، ودنا

بالألف؛ لأنهما من: "عفوت" و "دنوت".

قال أبو عبيد: واحتجوا في الإضجاع بالخط، فقالوا: رأينا المصاحف كلها بالياء في هذه الحروف، ثم قال: والذي عندنا في ذلك أنه يلزم من أضجع

إتباعاً للخط أن يضجع على والى ولدى؛ لأنهن جميعاً كتبن بالياء.

وليس أحد يتكلم بهن بالإضجاع.

قال أبو عمرو: وقال آخرون: أوجهها الإمالة الخالصة لموافقتها

المرسوم المجتمع عليه.

وقال غيرهم: بل أوجهها الإمالة المتوسطة التي هي بين بين، وإلى ذلك ذهب الفراء وجماعة من العلماء، وهو القول عندي؛ وذلك لأمور ثلاثة:

أحدها: أن في ذلك إعلاماً بأن أصل الألف الياء، وتنبيهاً على

انقلاب الألف إلى الياء كما هو في الإمالة المحضة أو ذلك ضرب منها.

قلت: إنما يصح هذا الذي ذكره أبو عمرو لو كانت الإمالة تختص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015