الحرف واذغمته، والإدغام افتعال من ذلك، يقال أيضاً دغمهم الحر

بفتح الغين وكسرها أي غشيهم، والأحسن أن يكون مأخوذاً من هذا.

وقد قيل: إنه مأخوذ منه.

ومعنى الإدغام أن تصل حرفاً ساكناً بحرف متحرك مماثل له يرتفع

العضو عنهما ارتفاعة واحدة

وإنما قلت: العضو، ولم أقل: اللسان كما قال غيري؛ لأن مثل:

ثوب بكر لا يقال فيهما: ارتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة.

فإن قيل: هل دخل الحرف الذي أسكنته في الثاني؟

قلت: ذاك محال أن يدخل حرف في حرف.

فإن قيل: فإذا لم يصح دخوله فيه، وهو ساكن إلى جنبه، فكذلك كان قبل الإدغام، فما الفرق بين حال الإدغام، والإظهار؟

قلت: يرتفع العضو في حال الإظهار ارتفاعتين.

وفي حال الإدغام ارتفاعة واحدة، والدليل على ما قلته من كون الأول

ساكناً أن كل حرف مشدد في تقطيع العروض حرفان الأول ساكن

يقول:

بِسِقْطِلْ لِوَى، بَيْنَدْ دَخُوْلِ، فَحَوْمَلِ

فإن قلت: فلم أسكنوا الأول؟

قلت: لو لم يسكنوه لفصَلت الحركة بينهما، فلم تحصل الرفعة الواحدة.

وقد كره إدغام أبي عمرو قوم، وعابوه، وقالوا: إن ذلك تغيير لحروف القرآن، ويؤدي إلى زوال معاني كلماته، وإنه لا أصل له، ولا أثر يؤيده، إنما هو شيء تفرد به أبو عمرو.

وكذلك عابوا من الإدغام ما لم يتفرد به أبو عمرو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015