وروى الحلواني وابن زربى عن سُليم عن حمزة إخفاءها في فاتحة
الكتاب، وكذلك روى مواس عن يونس عن ورش.
واعلم أني إنما أذكر المذاهب الغريبة عن الأئمة ليكون ذلك
تكملة.
وأمَّا المشهور فلا حاجة إلى ذكره؛ لأنه معلوم عند عامة القراء.
وروى يحيَى، والأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم، رحمه الله.
التسمية في أول براءة في القراءة، وهو القياس؛ لأن إسقاطها إما أن
يكون لأن براءة نزلت بالسيف، أو لأنهم لم يقطعوا بأنها سورة قائمة
بنفسها دون الأنفال.
فإن كان لأنها نزلت بالسيف فذاك مخصوص بمن نزلت فيه.
ونحن إنما نسمي للتبرك، ألا ترى أنه يجوز بغير خلاف أن يقول مبتدئاً
(بسم اللَّه الرحمن الرحيم) (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)
وفي نظائرها من الآي، وإن كان إسقاطها؛ لأنها
لم يقطع بأنها سورة وحدها، فالتسيمة في أوائل الأجزاء جائزة، وقد علم
الغرض بإسقاطها، فلا مانع من التسمية.
وقد روى زِر بن حُبَيْش إن عبد الله بن مسعود أثبتها في
مصحفه، ولا نعد التسمية في أول براءة مخالفه للمصحف كما لم
نعد تركها بين السور لمن تركها مخالفه للمصحف.
* * *
يقال: أدغمت الفرسُ اللجامَ إذا أدخلتَه في فيه.
قال أهل العربية: ومن أخذ إدغام الحروف، يقال: أدغمت