قال محمد بن الفضيل بن عياض: منعني أبي أن أسمع من منصور بن

المعتمر، وقال لي: لا تسمع من منصور، ولا غيره، حتى تختم القرآن

على حمزة.

وقال سليم: لقد أتيت حمزة، والكسائي يقرأ عليه، فأرعد، فقال

له حمزة: كأنه أجل في عينك مني، قال: لا، ولكني إن أخطأت

علمتني، وإن أخطأت، وهذا حاضر يسمع، شنع عليَّ.

ثم إن الإمامة أفضت بعد حمزة إلى أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، فختم به قراء الأمصار، وأشرق به عصره واستنار، وأبى عليه الأئمة، واختاروه

قدوة للأمة.

قال يحيَى بن معين: ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي.

وقيل لأبي عمر الدوري: لِمَ صحبتم الكسائي على الدعابة

التي كانت فيه؟ قال: لصدق لسانه.

وقال الفراء: حدثنا الكسائى، وكان، والله، ما علمته إلَّا، صدوقاً، عن إسرائيل والقَرْزمي، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد.

قال: قلنا لعبد الله: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ، أو (مُذكر) ، فقال: أقرأني رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) بالدال.

وقال الفراء: لم يرَ مثل الكسائي، ولا يرى مثله أبداً، كنا نظن أنا

إذا سألناه عن التفسير لا يجيب عنه ذاك الجواب الثاقب، فسألناه عنه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015