وقال عبد الله بن أحمد: قال لي أبي: رأيت أبا بكر بن عيَّاش
بالكوفة يوم الجمعة جاء إلى المسجد على حمار، فنزل.
ثم جاء إلى سارية من سواري المسجد، - فما زال قائماً يصقي.
ثم حسر عن كم قميصه، فنظرت إلى ساعده ما بقي عليه إلا الجلد على العظم، فتعجبت من صبره على القيام، وضعفه.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحداً أشرح للسنة من أبي بكر بن
عيَّاش.
وقال أبو بكر بن عياش: إمامنا يهمز (مؤصدة) ، فأشتهي أن
أسد أذني إذا سمعته يهمزها.؟
وقد تقدم أن عاصماً قرأ على أبي عبد الرحمن وعلى زر.
فمن ها هنا وقع الخلف بين أبي بكر وحفص، أقرأ هذا بإحدى القراءتين.
والآخر بالأخرى يدل على ذلك قول نعيم بن ميسرة: سألت عاصماً.
فقال: (مَنْ تَحْتَها) منتصبة الميم والتاء، - فقلت: عمن؟
فقال: عن زر يا بنيَّ، يعني قوله عز وجل (فناداها من تحتها) .
وهي قراءة أبي بكر عنه.
وقال يحيى بن آدم: سألت أبا بكر عن قراءة عاصم أربعين سنة.
ثم إن الإمامة رجعت بعد عاصم بالكوفة إلى حمزة.
قال محمد بن الهيثم المقرئ: أدركت الكوفة، ومسجدها، الغالب عليه قراءة حمزة، ولا أعلمني أدركت حلقة من حلق المسجد، وهم يقرؤون قراءة عاصم.
قلت: "وسبب ذلك أن حفصاً انتقل إلى بغداد، وامتنع أبو بكر من