الإقراء، فذهبت قراءة عاصم من الكوفة إلا من نفر يسير أخذوها عن أبي
يوسف الأعشى، عن أبي بكر.
قال خلف البَزار: دخلت الكوفة لأقرأ على أبي بكر، فلقيت أبا شهاب، فقال لي: أنا أكلّمه حتى يأخذ عليك.
فقال: قد لقيته، فاذهب إليه، فلما وقفت بين يديه ازدراني فتنحيت من
بين يديه، ورحت إلى أبي شهاب. ق
ال: أنا أكلمه حتى يأخذ عليك قلت: والله لا رجعت إلى إنسان ازدراني، ولا قرأت عليه أبداً، ثم ذهبت إلى يحيَى، فأخذت القراءة عنه وهو حي.
فكانت الإمامة لحمزة بعد عاصم لعدالته، وشهادتهم له بالثقة في
النقل، واتباع ما كان عليه السلف، فكان حينئذ إمام عصره بالكوفة
وغيرها، وقدوة أهل زمانه في القراءة لفضله، وشرف أخلاقه، واستقامة
طرائقه، وورعه، وزهده، أخذ القراءة عن الأعمش، وعن حمران بن
أعين، وعن ابن أبي ليلى، وأخذ الأعمش عن يحيَى بن وثاب، وأخذ
يحى عن علقمة، عن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأخذ حمران عن عُبيد بن نُضَيْلة عن علقمة عن عبد الله، وقرأ
حمران أيضاً على أبي حرب بن أبي الأسود ويقال: على أبي
الأسود، وقرأ أبو الأسود على عثمان وعلي، رضي الله عنهما، وقرأ
ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير.
وقرأ سعيد على ابن عبّاس، وقرأ ابن عباس على أُبيّ، وقرأ أُبيّ على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال حمزة رحمه الله: قرأت القرآن على ابن أبي ليلى أربع مرات.