قال سويد بن عبد العزيز التنوخي: كان أبو الدرداء إذا صلى
الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة
عشرة، ويجعل على كل عشرة منهم عريفاً، ويقف هو قائماً في
المحراب يرمقهم ببصره، وبعضهم يقرأ على بعض، فإذا غلط أحدهم
رجع إلى عريفهم، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء، فسأله عن
ذلك.
وكان ابن عامر عريفاً على عشرة، وكان كبيراً فيهم، فلما مات أبو
الدرداء خلفه ابن عامر، وقام مقامه مكانه، وقرأ عليه جمعيهم، فاتخذه
أهل الشام إماماً، ورجعوا إلى قراءته.
وعن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، قال لي أبو الدرداء: اعدد
من يقرأ عندي القرآن، فعددتهم ألفاً وستمائة ونيفاً، وكان لكل عشرة
منهم مقرئ، وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائماً يستفتونه في حروف
القرآن، فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء.
وروى خالد بن يزيد عن عبد الله بن عامر أنه قال: بعث عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه، إلى كل مصر من الأمصار رجلًا من الصحابة
يعلمهم القرآن، والأحكام، فبعث إلى الشام معاذ بن جبل، وأبا
الدرداء، قال ابن عامر: وقرأت عليهما.
وروى يحيَى بن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر أنه قرأ
على فضالة بن عبيد، وقرأ فضالة على النبي - صلى الله عليه وسلم -.