وروى خالد بن يزيد وسعيد بن عبد العزيز أن عبد الله بن عامر
كان يمسك المصحف على فضالة بن عبيد في جمع دمشق عند
المحراب العتيق الذي تسميه العامة محراب بني أمية، وابن عامر ينظر في
مصحف فضالة، وفضالة يقرأ ظاهراً، فكانت قراءة فضالة التي قرأها
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمعها ابن عامر منه من فيه.
وروى أيوب بن تميم، عن يحيَى بن الحارث، وغيره، عن
عبد الله بن عامر أنه قال: قرأت القرآن مراراً بدمشق على معاوية بن أبي
سفيان.
وقال يحيَى أيضاً: أخبرنا ابن عامر أنه قرأ على واثلة بن
الأسقع، وأن واثلة قرأ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وروى عبد الرحمن بن العلاء بن زبر، عن عبد الله بن عامر قال: قرأت على معاوية بن أبي سفيان، وعلى واثلة بن الأسقع، وقرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك روى عنه غير ابن زبر.
ومن العجيب أن الطاعن على قراءة ابن عامر تعلق في تضعيفها
بما هو تقوية لها، وذلك أنه تعلق بما روى يحيَى بن الحارث، عن ابن
عامر أنّه كان يقرأ هذه الحروف، ويقول: هي قراءة أهل الشام، وليس في
هذا ما يدل على أنها موقوفة عليه، وأنها لا إسناد لها، بل فيها أن أهل
الشام أجمعوا كلهم عليها، ولم يخالفها أحد منهم.
وكان بحمص من القراء يُعَدُّ أبو بحرية عبد الله بن قيس
السَّكُوْنِى، وقراءته مشهورة عند علماء هذا الشأن، وكان بها أيضاً