وكانوا يقولون: قراءة نافع بَز القراءة قلت: وذلك، والله أعلم، لما
فيها من الأنواع.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، رحمه الله: سألت أبي أيُّ القراءة
أحب إليك؟
قال: قراءة نافع.
وكان ابن كثير رحمه الله، وهو أبو معبد عبد الله بن كثير، إمام أهل مكة في القرآن، أجمعوا على قراءته لما مات مجاهد بن جبر سنة ثلاث ومائة، ثم ما زال إمام الناس في القراءة بمكة إلى أن توفي بها سنة عشرين ومائة.
قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: قرأت على ابن كثير؟
قال: نعم، ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن
كثير أعلم باللغة من مجاهد.
وكان ابن كثير يعظ الناس، ويقص عليهم، وكان إذا أراد إقراء
القرآن وعظ أصحابه، ثم أقرأهم لتكون قراءتهم القرآن على ما أثر فيها
الوعظ من الرقة، وكان ورعاً، وكانوا يقولون: قراءة ابن كثير خز
القراءة، وإنما وصفوها بذلك، والله أعلم، للينها، وحسنها.
وسهولتها.
وكان ابن كثير، رحمه الله، لا يقرأ، ولا يقرئ بشيء يبتدعه.
لذلك أجمع الناس على قراءته، ورغبوا عن قراءة محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهْمى.