وقال نافع، رحمه الله، لورش لَمَّا قدم عليه، وسأله أن يقرأ
عليه: بت في المسجد، فلما اجتمع إليه أصحابه
قال لورش: أبت في المسجد؟
قال: نعم، قال: أنت أوْلَى بالقراءة.
وروى أنه لما قرأ استحسن الجماعة قراءته، فوهبوه نوبتهم.
واستمروا على ذلك حتى قرأ القرآن كله في خمسين يوماً.
وفي هذا دليل على أن المقرئ له أن يقرئ ما شاء من القرآن لمن يحفظه.
ويعرضه عليه.
وكان نافع رحمه الله يقرئ الناس بالقراءات كلها.
قال أبو دِحْية المُعَلَّى بن دِحية: فجئته بكتاب الليث بن سعد، رحمه الله.
لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقدت: يا أبا
رويم أتقرئ الناس بجميع القراءات؟
فقال: سبحان الله العظيم، أأحرم من نفسي ثواب القرآن؟
أنا اقرئ الناس بجميع القراءات حتى إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته به.
وقال الأعشى: كان نافع يسهل القراءة لمن قرأ عليه إلَّا أن يقول
له إنسان: أريد قراءتك، فيأخذه بالنبر في مواضعه، وإتمام الميمات.