وأما من يريد تصحيح قراءة، أو نقل رواية، أو نحو ذلك، فلا
حرج على المقرئ أن يقرئه ما شاء.
وقد قرأ ابن مسعود على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أول سورة النساء إلى قوله - عز وجل -: (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) .
وكان نافع، رحمه الله يقرئ ثلاثين آية.
وكان حمزة يقدم الفقهاء فأول من يقرأ عليه سفيان الثوري، ومُنْدَل بن على، وأبو الأحْوَص، ووكيع، فيقرئهم خمسين خمسين، ثم يقرئ بعدهم
الكسائى، وسُليماً، ونحوهما ثلانين آية ثلاثين آية.
وكان عبد الله بن صالح واليشكري والطبقة الثالثة يقرئهم عشر آيات عشر آيات، وكان إذا جلس طرح له ما يجلس عليه.
وكان أبو عبد الرحمن السلمي، وعاصم يبدأان بأهل السوق لئلا
يحبسوا عن معايشهم، وكان نافع يبدأ بمن سبق ولا ينظر إلى حاله.
وكذلك كان الكسائي.