عنه، المصاحف؛ لأن كل من في تلك البقاع إنما قرأ أهلها بما في

تلك المصاحف، فأراد، رحمه الله، أن يأتي بقراءة أهل الشام التي في

مصحفهم، ولو جعل الأعمش أو غيره سابعاً لم يحصل هذا الغرض.

فذكر الأمصار الخمسة لهذا المعنى، وذكر ثلاثة من أهل الكوفة

للمعنى الآخر، وهو مراعاة عدد السبعة الأحرف التي نزل بها القرآن.

والسبعة الأبواب التي نزل منها.

والدليل على أن ابن مجاهد لم يرد ما تَأوله عبد الواحد أنه قال في

كتابه: وعلى قراءة ابن عامر أهل الشام، وبلاد الجزيرة إلَّا نفراً من أهل

مصر، فإنهم ينتحلون قراءة نافع، والغالب على أهل الشام قراءة عبد الله

ابن عامر اليحصبي.

ثم قال: فهؤلاء السبعة من أهل الحجاز والعراق والشام خلفوا في

القراءة التابعين، وأجمع على قراءتهم العوام من أهل كل مصر من هذه

الأمصار، وغيرها من البلدان التي تقرب من هذه الأمصار إلَّا أن

يستحسن رجل لنفسه حرفاً شاذاً، فيقرأ به من الحروف التي رويت عن

بعض الأوائل منفردة، فذلك غير داخل في قراءة العوام.

ولا ينبغي لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة، والسلف بوجه يراه جائزاً في العربية، أو مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه.

وقد أضاف قوم بعد أن مجاهد إلى هؤلاء السبعة يعقوب

الحضري، وكان فاعل ذلك نسب ابن مجاهد إلى التقصير في اقتصاره

على السبعة، ولم يكن عالماً بغرض ابن مجاهد.

وقراءة يعقوب خارجة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015