إسناداً؟ وفساد قوله ظاهر لمن تأمله، وقد تابعه على ذلك عبد الواحد بن
أبي هاشم صاحب ابن مجاهد، رحمه الله.
قال: وكان ممن حفظت عنه تضعيف إسناد قراءة ابن عامر أبو بكر
شيخنا، ومحمد بن جرير.
قال: وهذان كانا علمي زمانهما.
وذكر عن الطبري نحواً مما ذكرته، ثم قال: وأما أبو بكر شيخنا
فإني سمعته يقول: إنما قراءة ابن عامر شيء جاءنا من الشام، ثم قال:
يعني بذلك، والله أعلم، أنها لم تجئ مجيء القراءة عن الأئمة التي
يقوم بأسانيدها الحجة، ثم قال بعد ذلك: ولولا أن أبا بكر شيخنا جعله
سابعاَ لأئمة القراء، فاقتدينا بفعله، لما كان إسناد قراءته مرضيًّا، ولكان
أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش بذلك أولى منه؛ إذ كانت قراءته
منقولة عن الأئمة المرضيين، موافقة للمصحف المأمور باتباع، ما فيه.
فأمَّا قول ابن مجاهد: إنما قراءة ابن عامر شيء جاءنا من الشام فلا يدل
ذلك على ما تأوله ابن أبي هاشم.
ومن أين تكون قراءة ابن عامر إلَّا من تلك الجهة؟
وكيف يريد ذلك، ويطعن على رواتها، وهم أئمة ثقات؟
وأمَّا قوله: إنه كان يبدل منه قراءة الأعمش فما عرف غرض ابن مجاهد، رحمه الله، إنما قصد ابن مجاهد أمرين:
أحدهما: أن يأتي بسبعة أئمة للمعنى الذي قدمت ذكره.
والثاني: أن يكونوا من البقاع التي سيَّر إليها عثمان - رضي الله عنه -