عن غرض ابن مجاهد لنزول الإسناد؛ لأنه قرأ على سلام بن
سليمان، وقرأ سلام على عاصم، ولما في قراءته من الخروج عن
قراءة العامة.
وكذلك من صنف العشرة.
فإن قيل: فما معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"من أراد أن يقرأ القرآن غَضًّا فليقرأ بقراءة ابن أم عبد".
يعني ابن مسعود، رحمه الله؟ قيل: معنى ذلك أن ابن مسعود كان يرتل القرآن إذا قرأ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - ترتيل
القراءة لا غير.
وهذا قول الحسين بن علي الجعفي، وقراءة الكوفيين
هي قراءة عبد الله، لأن عمر، رضي الله عنه، بعث به إلى الكوفة
ليعلمهم، فأخذت عنه قراءته، ولم تزل قراءته معروفة ينقلها الناس عن
أصحابه مثل علقمة، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وأبي واثلة
وأبي عمرو الشيباني، وزِر بن حبيش، وعبيدة.
فلما جمع عثمان - رضي الله عنه - الناس على حرف كان أول من قرأ به بالكوفة أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، فأقرأ بجامع الكوفة أربعين سنة إلى أن