كما تقدم.
وما ذكره من أن عثمان رضي الله عنه ما انتصب لإقراء
القرآن، فقد تبين بقراءة من ذكرناه عليه خلاف ذلك.
وأما قوله: قد كان له من أقاربه من هو أوجب حقاً من المغيرة
فهذا لا يلزم أيضاً، إنما يكون قادحاً لو كان غير المغيرة من أقاربه قد
سأله ذلك، فأبى أن يقرئه.
فأمَّا كون أقاربه لم يقرؤوا عليه فكثير من
العلماء قد أخذ عنهم الأجانب، والأباعد دون الأقارب.
وعن قتادة: أزهد الناس في العالِم أهْله، وعن الحسن: أزهد
الناس في العالم جيرانه.
وأما قوله في عراك: إنه مجهول لا يعرف بالنقل في أهل النقل.
ولا بالقرآن في أهل القرآن، فكفى به تعريفاً، وتعديلًا أخذ هشام عنه.
وهشام ثقة أمين عند أئمة الحديث.
وما كان هشام ليقدم على هذه العظيمة، فيسند كتاب الله عز وجل عن رجل مجهول غير عدل.
فإن كان الطبري لم يعرفه فلا يضره ذلك، وقد عرفه هشام.
وأما ما رواه عن ابن عامر أنه قال: هذه حروف أهل الشام التي
يقرؤونها، فليس في ذلك ما يناقض رواية هشام عن عراك، بل في ذلك
تأييد لروايته، وتقوية لها؛ إذ كان أهل الشام قد أجمعوا عليها.
ولا يلزمه أن يذكر الإسناد في كل وقت.
ومن أين للطبري أنه كان يقوِّله ذلك في كل وقت، ولا يذكر