به، ويقول: هذا كلام فلان.
ولقد رفع إلى الخليفة شعر صالح بن عبد القدوس في شيء من الكفر، فلما مثل بين يديه أنكر أن يكون ذلك من قوله، فأنشده غير ذلك مما اعترف به، فقال: هذا من نسبة ذاك، فقتله.
فانظر كيف عرف شعره، وأسلوبه، واتحاد طريقه حتى قضى بأنه كله
شيء واحد، وإن لم يكن في الثاني شيء مما في الأول.
وقد يكون كلام البشر فصيحًا مليحاً موصوفًا بالجودة، وإنه مطابق
للمعنى، سليم من التعمق، والتعسف، والتكلف، بريء من النقصان
والزيادة، حسن المجاورة، تتبع الكلمة الكلمة التي تناسبها، وتكون بها
أولى من غيرها، خفيف على السمع، حلو في النطق، جارٍ على المعتاد
من كلام الفصحاء، والبلغاء، ومع ذلك فلا يقارب القرآن في شيء من
ذلك، ولا يدانيه.