غابات المنطقة المعتدلة الدائمة الخضرة، ثم على الارتفاعات الأعلى توجد الشجيرات القصيرة الهزيلة التي تتحول في النهاية إلى حشائش ألبية.
ثانيًا: بينما تمتد الغابات هذا الامتداد الواسع الذي رأيناه في شمال القارة وشرقها وجنوبها الشرقي نجد وسط القارة يمتاز بشكل نباتي آخر يشغل مساحة كبيرة، ذات الشكل النباتي هو حشائش البراري المشهورة في أمريكا الشمالية، وتمتد هذه البراري أو الإستبس حتى كندا في الشمال وحتى قواعد جبال الروكي في الغرب وتخلو هذه الحشائش من الأشجار خلوًّا تامًّا إلا في بعض بقع حيث تظهر الأشجار كأنها جزر وسط محيط من الحشائش، كما أنه يظهر وسط هذه الحشائش في بقع أخرى تلال رملية أشد فقرًا من منطقة الحشائش، ويظهر في داكوتا بصفة خاصة ما يسمى "بالأراضي الرديئة" وهي أراضٍ قفراء مجدبة تتخلل حشائش البراري ثم في جنوب غرب القارة تصبح البراري أكثر فقرًا إلى أن تتلاشى، ويحل محلها إقليم قفر ينمو به نبات شوكي وعشب يابس وصبير وذلك في غرب تكساس ونيو مكسيكو، ثم بعد هذا يوجد الإقليم شبه الصحراوي في شمال المكسيك.
وفيما عدا هذا النوع من الحشائش "حشائش البراري" تتمثل حشائش التندرا في أمريكا الشمالية في شريط ضيق على طول ساحل بحر برنج والأراضي المنخفضة في شمال القارة ويطلق على إقليم التندرا اسم الأراضي القفراء رضي الله عنهarren grouuds وهو يمتد من مصب نهر ماكنزي إلى مصب نهر نلسون كما يشغل القسم الشمالي من لبرادور. وإقليم التندرا في ألاسكا أشبه بالحديقة لكثرة زهوره. ثم تتحول هذه الحديقة نحو الشرق إلى حشائش التندرا الصميمة التي لا ينبت فيها إلا العشب، ولا تستطيع الأشجار مهما كانت قزمية أن تظهر في التندرا الصميمة, ولكن إلى الجنوب من هذه المنطقة أي من هضاب ألاسكا وكولومبيا البريطانية إلى الطرف الشرقي من لبرادور تتحول منطقة التندرا إلى منطقة غنية تظهر فيها بعض الأشجار المخروطية كالصنوبر. ولكن يمكن اعتبار هذه المنطقة منطقة غابات فقيرة أكثر منها منطقة تندرا.
ثالثًا: الظاهرة النباتية الثالثة ذات الأهمية في أمريكا الشمالية هي النباتات