بالقرب من البحيرات العظمى حيث الظروف المناخية أكثر ملاءمة لنمو الغابات، ولكن تختلط بها في هذا المكان أنواع من الأشجار ذات الأوراق العريضة، فلا تصبح أشجار الغابة مقصورة على الصنوبر والشربين والأرز وسائر الأشجار المخروطية، وإنما يوجد معها البلوط والإسفندان والقسطل وكثير من الأشجار النفضية الأخرى.
وتمتد هذه الغابات الخليطة في الشرق على طول الأبلاش حتى ولاية كارولينا الشمالية كما يزداد تنوع أشجارها, وإقليم الأبلاش أكثر غنًى من إقليم البحيرات، فكان مغطى بالغابات النفضية التي تمتاز بالكثافة وتنوع الأشجار على أن هذه الغابات النفضية كانت تختلط بالغابات الصنوبرية في بعض المناطق وتبادل معها في مناطق أخرى وذلك بحسب الموقع الجغرافي لكل من هذه المناطق. وكذلك هضبة ألليجني التي ينحدر منها المسيسبي كانت مغطاة بغابات عريضة الأوراق شبيهة بغابات الأبلاش. ثم إذا ما غادرنا الهضبة في اتجاه الغرب تأخذ الغابة في التضاؤل حتى يتحول الشكل النباتي إلى حشائش معتدلة.
وكذلك تغطي غابات الإقليم الصيني مساحة كبيرة في جنوب شرق القارة كما هو واضح من الخريطة ويزداد عرض هذه الغابات على شواطئ خليج المكسيك وفي دلتا المسيسبي وفي تكساس ثم يتضاءل شأن هذه الغابات كلما اتجهنا غربًا حتى تتحول أيضًا إلى سهول. وأما غابات البحر المتوسط فلا تشغل إلا شريطًا ضيقًا على المحيط الهادي شمال كليفورنيا.
وكذلك تغطي الغابات الموسمية مساحات تحيط بخليج المكسيك ويطلق على هذه الغابات أحيانًا اسم "شبه مدارية" وهي على العموم غابات حارة رطبة، وقد أزيل جزء كبير منها وحلت محله الزراعة وتستمر ظاهرة الغابات هذه حتى أمريكا الوسطى، فتغطي الغابات الاستوائية الكثيفة "غابات السلفا" الأجزاء الشرقية المنخفضة لأنها تتلقى مطرًا غزيرًا من الرياح التجارية. وأما الأجزاء الغربية المنخفضة فغاباتها من النوع الموسمي؛ لأن المطر بها أقل، بل تشغل حشائش السفانا بعض جهات هذا الإقليم ثم على ارتفاع 3000 قدم تغطي سفوح التلال